اعلان

الجمعة، يناير 14، 2011

مبادئ وأصول المشروعات المتناهية في الصغر

مبادئ وأصول المشروعات المتناهية في الصغر

الفصل الأول

التطور الاقتصادي والتاريخي للمشروعات المتناهية في الصغر


مقدمة

   أوضح التطور الاقتصادي في دول العالم تدهور الأوضاع الاقتصادية في حوالي 40 دولة متخلفة اقتصاديا .

وتظهر الإحصاءات تدهور أوضاعها في أوائل القرن الحادي والعشرين عما كانت عليه في أواخر القرن العشرين .

ولقد أدي الأمر إلى ذيوع الفقر في كثير من دول العالم المتخلف ، ولم تعد نظريات التنمية الاقتصادية الشائعة تكفي لتحسين أوضاع هذه الدول الفقيرة . ولحسن الحظ بدأ اتجاه جديد يتعامل مباشرة مع الظاهر من خلال الاحتكاك المباشر بالفقراء ، وذلك لتحسين مستواهم الاقتصادي ولدفعهم إلى حماية أنفسهم وبناء مستقبلهم من خلال عدة اتجاهات . ويركز الاتجاه الأول على تدريب الناس على كيفية إنشاء المشروعات الصغيرة جدا . أما الاتجاه الثاني فيركز على تقديم المعونات والاستشارات الفنية للفقراء ومن خلال منظمات تطوعية غير حكومية وذلك لبناء مهارات الناس في إنشاء وإدارة المنظمات الصغيرة جدا . ويركز الاتجاه الثالث على تقديم الخدمات التمويلية لهذه المشروعات الصغيرة جدا .

ويتناول هذا الفصل مقدمات أساسية عن المشروعات الصغيرة جدا ، وذلك من خلال تناول تطورها الاقتصادي والتاريخي . وشكل النموذج السائد للمشروعات الصغيرة ، كما يتطرق الفصل إلى حالات وأمثلة عن هذه المشروعات الصغيرة .

 

سيادة الفقر في العالم


أشارت تقارير برنامج الأمم المتحدة للتنمية أنه في عام 1997 كان هناك أكثر من بليون فقير في دول العالم وذلك من نوع الفقر المدقع والعوز الشديد . وأن هناك مئات الملايين يعيشون حياتهم بأقل من دولار واحد في اليوم . الأمر الذي يؤدي إلى العديد من التعقيدات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، ومن أمثلة ذلك الشعور بالقهر ، وانتشار الأمراض ، وظهور الصراعات السياسية ، وتدهور ( أو انعدام ) مستوى التعليم ، واستهلاك مياه ملوثة ، والتعرض لهواء ومناخ مسمم فبينما ينعم المواطن الأمريكي بزيادة واضحة في دخله ، وانخفاض في معدل البطالة ، وهواء وماء أكثر نقاوة ، يعاني المواطنون في كثير من دول العالم من مزيد من الفقر أكثر مما كانوا يعانون منه في الماضي .

إن الاستراتيجيات التقليدية للتنمية ومساعدة الفقراء قد أظهرت عدم كفاءة ، وأن نتائجها لا تذهب مباشرة للفقراء . فبرامج التحديث والتنمية في الستينات من القرن العشرين ، والذي ساهمت فيها الدول الصناعية وحاولت من خلالها إحداث قفزة اقتصادية في الدول الساعية للنمو،  وذلك من خلال إنشاء السدود العملاقة ، والطرق ومشروعات الكهرباء وشق القنوات والترع ، إلا أن هذه الطرق لم تنجح لأنها تعارضت مع البيئة والقيم الحضارية أو أنها ركزت على التكنولوجيا الحديثة التي لا تستخدم الموارد البشرية .

وفي السبعينيات قدمت الدول الصناعية والمتقدمة نموذجها الخاص بالثورة الخضراء   Green Revolution  ، وفيما تم تقديم النموذج التنموي للدول المتقدمة في الزراعة من خلال استخدام ماكينات الزراعة العملاقة والأسمدة والكيماويات بشكل لا يتناسب مع طبيعة الزراعة في الدول الفقيرة حيث أن الملكيات محدودة الحجم ، كما أن عدم التعود على هذه الكيماويات أظهر أمراضا قاتلة من بينها السرطان ، كما أدى الأمر إلى تجريف وبوار في أراضى أخرى .

   وفي الثمانينات قامت الأمم المتحدة والبنك الدولي وبعض الدول المتقدمة بدعم الدول الفقيرة من خلال برامج الرعاية الصحية لتوفير مياه أفضل وتعليم وسكن أفضل للفقراء . إلا أن هذه البرامج من فرط تكلفتها العالية لم يستفد منها إلا أعداد محدودة ولم يمكن الإبقاء على هذه البرامج لمدة طويلة بسبب هذه التكلفة العالية .

    وبدلا من افتراض أن دول العالم الثالث الفقيرة هي عقبة في حد ذاتها لجهود التنمية ، وبدلا من افتراض أن الجهود الحديثة وأساليبها المتطورة ، لا تتناسب مع البيئات والحضارات القديمة فقد ظهر اتجاه فكري حديث يؤمن بإمكانية التناغم بين الأساليب الحديثة والبيئات القديمة في نفس الوقت . وعليه فإنه يجب الأخذ بالقيم التقليدية في استخدام وتطوير أساليب حديثة ، وأن هذه الأساليب الحديثة يجب أن تتوافق مع أساليب المعيشة والحياة التقليدية للفقراء أينما كانوا في دول العالم .

   وبدلا من استخدام برامج التنمية العملاقة التي ظهرت في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن العشرين ظهرت نماذج تنموية جديدة تركز على برامج تنموية صغيرة المجال ومحدودة جدا في الحجم ، وهذه النماذج الجديدة ترى أن البرامج العملاقة مكلفة وغير فعالة ولا تصل إلى المحتاجين على الأخص حينما ترتبط التنمية بكوارث وتحولات وصراعات اقتصادية وسياسية كبيرة ، كما يرى النموذج الجديد أن الاعتماد على مشروعات صغيرة تصل إلى المحتاجين مباشرة ، وتتعامل مع الفقراء وتدفعهم إلى الاهتمام بأنفسهم وتنميهم بشكل مباشر .

ويلاحظ أن الأساليب التقليدية السابقة كانت تدار من أعلى لأسفل ( من الدولة أو المنظمات الدولية إلى أسفل ) وبشكل أبوي ، حيث كان الإداريون في هذه البرامج العملاقة يلعبون دور القيم والوصي على مصالح الفقراء ، وكان الفقراء يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية أو انهم حالات تحتاج إلى الصدقة والإحسان ، ويؤدي ذلك بالطبع إلى مزيد من الاعتمادية من قبل الفقراء على هذه البرامج كما يؤدي إلى نخبة وصفوة المجتمع وأقاربهم ممن يعملون في تقديم الخدمة ويتقاضون مرتبات عالية من المنظمات الدولية ويحسنون بها مستوى حياتهم بينما يبقى الفقراء معتمدين على هذه الأنظمة .

النموذج الجديد للمشروعات الصغيرة :


ظهر في التسعينات من القرن العشرين نموذج جديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم الثالث ويشار إليه بآلاتي :
* زيادة المشروعات المتناهية في الصغر                        Microentre Prenureship 
* المشروعات الصغيرة جدا                                                Microeterprise
* التمويل المتناهي في الصغر                                               Microfinance  

  ولقد ظهر هذا الاتجاه الجديد من الاهتمام بقطاعات الفقراء الكادحة ، وطريقة اكتسابهم إلى لقمة العيش ، وهو ما يشار إليه اقتصاديا بالاقتصاد غير الرسمي   Informal Economy   وأصبح الاقتصاديون يميلون إلى تقسيم الاقتصاد إلى قطاع رسمي يحتوي على الشركات والمصانع والمكاتب الكبيرة والأجهزة المشهرة رسميا ومقيدة قانونيا في سجلات الدولة ، وإلى قطاع غير رسمي لأولئك الكادحين وراء لقمة العيش في الشوارع ويقدمون خدماتهم ومنتجاتهم على العربات والأرصفة أو من محلات صغيرة أو أكشاك أو منازلهم مباشرة .

 

القطاع غير الرسمي للاقتصاد :

     ولقد كان القطاع غير الرسمي في الاقتصاد محل انتقاد وهجوم من بعض الاقتصاديين والاجتماعيين باعتباره قطاع عشوائي وطفيلي ويعمل في الخفاء وغير مسجل ويعتمد على الإنتاج العائلي أو المنزلي ولا يقوم من يعمل به بدفع أي ضرائب للدولة .

والانتقاد موجه إلى هذا القطاع باعتباره لا يضيف دخلا للدولة تتمكن به من تقديم خدماتها .

كما أن الدولة لا تسيطر على هذا القطاع ولا تحتفظ بسجلات أو إحصاءات عنه ولا تستطيع توجيهه لخدمة الأغراض الاجتماعية والاقتصادية للدولة ، هذا بالإضافة إلى كونه عشوائي قد يسئ إلى بعض الأحياء ، كما أنه قد يؤدي إلى اشغالات في الطرق وتكدسها أو ازدحامها ، كما أن العربات أو الأكشاك قد تتعارض في شكلها مع ما ترغبه الدولة في شكل الشوارع والطرق ، هذا بالإضافة إلى استخدامهم للمياه والكهرباء بطرق غير شرعية أحيانا ، أو أنها قد تؤدي إلى زيادة في استهلاك هذه الموارد بطريقة غير طبيعية ، كما يلاحظ أن هذا القطاع غير  الرسمي قد تظهر به بعض الأعراض الاجتماعية غير السليمة كالبلطجة والإدمان .
ألا أن الواضح أن هذا القطاع غير الرسمي من الاقتصاد آخذ في النمو بشكل مطرد في كثير من دول العالم الغنية والفقيرة على حد سواء ، فسيدة المنزل التي تقدم منتجاتها المنزلية للسوق هو نوع شائع في الدول الغنية والفقيرة وهي تعد محاولة جيدة لتحسين دخل الأسرة ، كما أنه اقتصاديا يمكن القول أن القطاع غير الرسمي هو نوع البديل أو التعويض عن عدم وجود وظائف في القطاع الرسمي من الاقتصاد ، فذلك الشاب الذي يبحث عن وظيفة في الشركات والمصانع والمتاجر المحيطة ولا يجدها ، ويعاني من الفاقة قد يجد نفسه مجبراً أن يسعى وراء لقمة العيش بطريقة أو بأخرى حتى في الشوارع أو في بناء كشك يقدم فيه منتجاته أو خدماته .

لقد كان الاقتصاديون ينظرون إلى القطاع غير الرسمي من الاقتصاد باعتباره رد فعل مؤقت لظواهر البطالة أو الكوارث الاقتصادية والاجتماعية ، ألا أن الثابت الان هو أن هذا القطاع غير الرسمي من الاقتصاد بدا في الاستقرار والنمو في كثير من اقتصاديات دول العالم ، بالقدر الذي لا يمكن تجاهله ، وبالتالي يكون الأفضل للدولة والمنظمات الاقتصادية والاجتماعية أن تعترف به ، بل وتنظمه وتحكم تصرفاته حتى يمكن توفير حياه افضل للفقراء والمحتاجين .

وبظهور النموذج الجديد للتنمية الاقتصادية في دول العالم الثالث بدأ الاعتراف بالقطاع غير الرسمي في الاقتصاد ، وذلك باعتباره قطاع ( وطريقه للعمل وكسب الرزق ) مرنه وتعطي الفقراء والناس الأسلوب الجيد للتكيف مع الكوارث الشخصية ، أو للتعامل مع صعوبات الحياة ، وكأسلوب للبقاء على قيد الحياة بكرامة ، على الأخص حينما يكون الفرد مسئولا عن إعالة أسرته وأطفاله .

خصائص النموذج الجديد :
     ويعتمد النموذج الجديد والخاص بالاعتراف بالقطاع غير الرسمي على آليات وطرق للتنمية الاقتصادية والاجتماعية تستند على الأساليب التالية :

·        تدريب الناس على كسب رزقهم من خلال المشروعات المتناهية في الصغر .
·        تقديم الخبرة والمشورة للناس في كيفية تمويل وتسويق وإدارة هذه المشروعات المتناهية في الصغر .
·        تقديم الخدمات المالية والتمويل في شكل قروض صغيرة جداً تتناسب مع هذه المشروعات الصغيرة ، عملا بأن المساعدة القليلة المباشرة يمكنها أن تحدث الفرق في حياة الناس إلى الأفضل .

إن استراتيجية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الجديدة ، والمعتمدة على المشروعات المتناهية في الصغر تبدأ من خلال إنشاء مراكز في الأحياء الفقيرة والقرى والنجوع ، في الريف والبادية والحضر ، وذلك لتقديم خدمات التدريب ، والخبرة والمشورة ، والتمويل بخصوص إنشاء المشروعات المتناهية في الصغر .

ويقصد الناس في القطاع غير الرسمي من الاقتصاد ، والذين يلاقون صعوبات في الحصول على وظائف في المصانع والأعمال الكبيرة ، هذه المراكز للحصول على التدريب أو الخبرة أو التمويل المناسب لإنشاء مشروعاتهم المتناهية في الصغر .

 وعليه فان النموذج الجديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الجديد يعتمد أساسا على البدء من أسفل والانتقال إلى أعلى ،  أي البدء للمحتاجين من الناس ومساعدتهم لكي يساعدوا هم أنفسهم ولكي يكونوا قادرين على كسب دخلهم ، وقادرين على الاعتماد على أنفسهم .

 إن هذا النموذج قادر على إضفاء الكرامة والثقة بالنفس لطبقات كادحة كثيرة ، وجعلهم معتمدين على أنفسهم باعتزاز .

إن القروض الصغيرة التي تقدم قد تصل في صغرها من بضعة دولارات قليلة إلى 100 دولار أو ربما أكثر ، وبنمو المشروع يمكن أن يعيد الفرد الاقتراض أو أن يرفع قيمة القرض .

 هذا ولقد ظهرت حتى عام 1995 أكثر من 900 منظمة تمويل تقدم قروضها لعملائها في أكثر من 100 دولة حول العالم ، وهذه المنظمات الخاصة بالتمويل قد تكون بنوك ، أو نقابات ، أو جمعيات ، أو منظمات غير حكومية ، وتبدأ القروض من حفنة دولارات إلى بضعة مئات من الدولارات ، ويختلف ذلك من دولة إلى أخرى حسب المستوى المعيشي بها ، ومعدلات التضخم وحجم المشروعات الصغيرة وطبيعتها .

والثابت الآن أن المشروعات المتناهية في الصغر ، والخدمات التمويلية والإدارية المقدمة لها ، قد استطاعت أن تخلق الملايين من فرص العمل للمحتاجين والفقراء وذوي الدخول البسيطة ، وبالتالي فقد أدى هذا تمكين هذه الفئات من السيطرة على مقدرات حياتها ومن التحكم في مصيرهم وقدرهم بشكل يوفر لهم الكرامة والاعتزاز بأنفسهم .

حالات أساسية في تطور تمويل

المشروعات الصغيرة جدا

إن القدرة الضاربة لإنشاء المشروعات الصغيرة تتمثل في طريقة التمويل ولقد استطاعت بنجلاديش أن تقدم النموذج الأساسي في تمويل المشروعات الصغيرة جدا والذي يعتمد على فكرة بنك القرية ، وبناء على هذا النموذج ظهرت نماذج أخرى في العالم هذا ويمكن تمييز التطور التاريخي لتمويل المشروعات الصغيرة جدا في ثلاث مراحل هي كآلاتي :

1- بنك القرية ( من بنجلاديش )Grameen Bank  
2- بنك الجنوب ( من بوليفيا ) Banco Sol
3- المستشارون العالميون للمشروعات(من الولايات المتحدة) Enterprise Mentors International

بنك القرية
قدم الاقتصادي المبدع محمد يونس من بنجلاديش فكرة بنك القرية في السبعينات من القرن العشرين ، وتعتمد الفكرة على وجود منظمات غير حكومية تقدم قروضا صغيرة الحجم بسعر الفائدة السائد ، ولكن تمتاز القروض بأنها لا تحتاج إلى ضامنين للمقترضين أو ضمانات للقروض كما أنها لا تحتاج إلى تاريخ سابق (أو سمعة مالية) قوية للاقتراض . ويقوم المقترضون بسداد أصل القرض وفوائده ، ولقد أثبتت التجربة إن معدل سداد القرض والفوائد عالي ، ويرجع ذلك إلى الضغوط الاجتماعية التي يمارسها المقترضين على فهم البعض وعلى الثقة في المقترضين .

وترجع فكرة بنك القرية إلى أن 80% من تعداد بنجلاديش يعيشون في القرى وبينما يقوم الرجل بالفلاحة تسعي المرأة إلى تحسين دخلها من خلال المنتجات المنزلية والخدمات التي تنطلق من المنزل وحيث أنه يصعب الاقتراض من البنوك لأغراض الإنتاج المنزلي المتميز بغير الرسمية  كما أن المرأة في بنجلاديش ليس لديها ما تقدمه كضمانات للبنك ، هذا بالإضافة أن البنك لا يستطيع أن يقدم قروضا في منتهى الصغر لان تكلفة إصدار القرض ( وهي تكلفة ثابتة لا تختلف من القرض الكبير للقرض الصغير ) ستكون عالية على مثل هذا القرض الصغير ، كما أن البنوك التقليدية تشترط أحيانا موافقة الزوج ، كما تتطلب ملئ العديد من النماذج بالإضافة إلى أشتراطها درجة من التعليم لمن يقترض ولهذا ظهرت فكرة بنك القرية التي تقدم بإقراض مجموعة من سيدات القرية ، وهن يتقاسمن القرض ويقدمن الدعم والنصيحة لبعضهن البعض ، ويمثلن نوعا من الضغط على بعضهن البعض في سداد القرض وفوائده وبالتالي فإن مجموعة السيدات يمثلن ضمانات لكل سيدة في المجموعة .

ولقد كانت النتائج باهرة لفكرة بنك القرية :
·        أكثر من 2.2 مليون فرد مقترض .
·        5 مليون عائلة استفادت من هذه القروض .
·        37 ألف قرية استفادت من هذه التنمية .
·        تم تقديم اكثر من 2 بليون دولار كقروض .
·        زاد التوفير إلى 80 مليون دولار .
·        أكثر من 1000 فرع لبنك القرية .

بنـك الجنوب :
تم إنشاء  بنك الجنوب في بوليفيا بعد مجموعة من الجهود الاقتصادية والسياسية التي ساهم فيها قادة الدولة ورجال الأعمال فيها والسياسيون ، وذلك لبناء كيان اقتصادي غير خاضع للدولة  ويساهم في تمويل المشروعات المتناهية في الصغر ، ولقد قامت هذه المجموعة من القادة ورجال الأعمال والتي سميت مجموعة اكسيون Accion   - بالاتصال بالمسؤولين الحكوميين لتسهيل إنشاء البنك وتفعيله ، كما قامت نفس المجموعة بتكوين حصيلة مالية تكون نواة لأول قروض مقدمة .

ولقد تم إنشاء بنك الجنوب كحصيلة لكل هذه الجهود ، وهو بنك هادف للربح حتى يستطيع الحفاظ على نفسه والإنفاق على العمليات من هذه الأرباح ، ولقد زادت قدرة البنك على البقاء من خلال فوائد القروض التي يقدمها ومن خلال الاستثمارات الخاصة بحسابات التوفير التي فتحها المقترضون من فوائض أرباحهم .
هذا ولقد كانت أغراض بنك الجنوب كالأتي :
1-   الوصول إلى الطبقات الكادحة التي تحتاج إلى قروض ، وبشكل مباشر ، مع التركيز على المرأة باعتبارها الأحوج في تمويل المشروعات المنزلية غير الرسمية .
2 -   تقديم خدمة متكاملة لا تركز فقط على التمويل وتقديم القروض ، بل تمتد إلى تقديم الاستشارات الخاصة بإنشاء المشروعات الصغيرة وطريقة إدارتها ، كما امتد أيضا إلى التدريب على مهارات إدارة المشروعات الصغيرة  .
3 –   تقديم معاملة متميزة للمقترضين ، بمعاملة تعتمد على الاحترام والثقة في المقترضين .

وكان نظام العمل في بنك الجنوب يعتمد على الأتي :

1-   إجراءات بسيطة مع أقل عدد ممكن من النماذج والخطوات .
2-   قروض جماعية تقدم لمجموعة من المقترضين عددهم من 3-10 أفراد               ضامنين لبعضهم ، وهم يحددون إحتياجاتهم بشكل فردي ، ولكنهم يقترضون مجموع القروض الجزئية كقرض أكبر وبشكل تضامني .
3-   يفضل أن يكون بعض افرد المجموعة ذوي خبرات سابقة في المشروعات الصغيرة وفي طريقة إدارتها حتى يكونوا محفزين للآخرين على النجاح ، وحتى يكون ضمان حد أدني لهذا النجاح داخل كل مجموعة .
4-   تقدم القروض في أحجام صغيرة وفترات سداد قصيرة أيضا ، أي أنه صغير الحجم وسريع السداد .

المستشارون العالميون للمشروعات :
تم إنشاء هذه المنظمة غير الساعية للربح في مدينة سانت لويس بولاية ميسوري بالولايات المتحدة  من مجموعة من المتطوعين الأمريكيين ذوي الصلة السابقة والعلاقة بالفليبيــن ( كونهم من العاملين أو الجنود السابقين في الفليبين ) هذا وقد تم إنشاء فرع ممثل لهذه المنظمة في مانيلا بالفلبين ، وتقوم بتشغيل كافة عامليها ومديريها من الفلبين .
هذا ولقد كان من أغراض هذه المنظمة ما يلي :


1-   تقديم قروض قصيرة الأجل للمشروعات الصغيرة .
2-   اتسمت هذه القروض بأنها قروض جماعية مثل بنك القرية في بنجلاديش ، وبنك الجنوب في بوليفيا
3-   تقدم المنظمة خدمات أخرى من أهمها تقديم الاستشارات وبرامج التدريب في مجالات إنشاء المشروعات الصغيرة ، ودراسات الجدوى ، ودراسة السوق ، وتحديد الاحتياجات المالية .

ولقد استطاعت هذه المنظمة أن تحقق الإنجازات التالية :
·        تقديم 6000 قرض .
·        شارك 26 ألف مشارك في برامج التدريب .
·        تقديم 6000 خدمة استشارية .
·        ميزانية حجمها مليون دولار سنويا .
·        امتدت خدمات المنظمة من الفلبين إلى المكسيك وجواتيمالا .


الخلاصــة

إن ازدياد المعاناة والفقر في كثير من دول العالم ، مع عدم النجاح لمجهودات التنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال الأربعين عاما الأخيرة من القرن العشرين قد دفعا ناحية ظهور نموذج جديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية يعتمد على الوصول إلى متلقي الخدمة الأساسية وهو الشخص الذي يحتاج إلى معونة اقتصادية أو مالية أو إدارية تساعده على إنشاء مشروع صغير جدا يساعده على كسب رزق والعيش بكرامة . وكثير من المشروعات الصغيرة جدا ( أو المتناهية في الصغر) تنشأ في القطاع غير الرسمي أو القطاع المنزلي في الاقتصاد ولقد ظهرت تجارب عالمية في تمويل المشروعات الصغيرة من أشهرها بنك القرية في بنجلاديش والذي اثرى تجارب أخرى مثل بنك الجنوب في بوليفيا ثم المستشارون العالميون للمشروعات .

هناك تعليق واحد:

  1. The Casino Directory | JtmHub
    The Casino Directory is a www.jtmhub.com complete directory for casino and sportsbook operators poormansguidetocasinogambling.com in Ireland and Portugal. Jtm's comprehensive directory provides you worrione with more than 메이피로출장마사지 150 바카라 사이트

    ردحذف